كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



ثم إن طريقة السهيلي هذه قائمة على التضمين، والقول المختار مبناه على نزع حرف الجر وهما "وإن اشتركا في أنهما خلاف الأصل لكن في التضمين تغيير معنى الأصل ولا كذلك الحذف" (1) وأنه "ليس ينبغي أن يحمل فعل على معنى فعل آخر إلا عند انقطاع الأسباب الموجبة لبقاء الشيء على
أصله" (2) وقد أمكن إبقاؤه على أصله بالقول بنزع حرف الجر الذي هو أسهل من التضمين (3).
أما القول بأن التعدي بلا واسطة والتعدي بها لغتان، فضرب من الاجتهاد في التخريج عند القائلين به يفتقر إلى النقل عن العرب بأن هؤلاء يوصلون الفعل بنفسه وأولئك يوصلونه بحرف الجر أما قول سيبويه: "وليست أستغفر الله ذنبا، وأمرتك الخير أكثر في كلامهم جميعا، وإنما يتكلم بها بعضهم" (4) فيوضحه ما قبله وما بعده، فقد قال قبل: "وإنما فصل هذا أنها أفعال توصل بحروف الإضافة، فتقول اخترت فلانا من الرجال، وسميته بفلان... وأستغفر الله من ذلك، فلما حذفوا حرف الجر عمل الفعل" (5) وقال بعد: "فهذه الحروف كان أصلها في الاستعمال أن توصل بحرف الإضافة" (6) فغاية ما في تلك المقولة أن من العرب من يعدل عن الأصل، وهو التعدي بحرف الجر إلى إيصال الفعل إلى الثاني بنفسه، لا أن ذلك لغتهم أبدا، أما الأكثرون فيلتزمون الأصل وهو التعدي بالحرف، وفرق بين أن يكون التعدي بالحرف لغة قوم، والتعدي بلا وساطة حرف لغة قوم آخرين وبين أن يكون التعدي بالحرف لغة جميعهم التي قد يعدل عنها بعضهم فيعدي الفعل بنفسه.
- - - - - - - - - -
(1) مغني اللبيب: 299. وينظر: الكليات: 384.
(2) الأشباه والنظائر: 6 /101.
(3) ينظر: المرجع السابق: 1 /169.
(4) كتاب سيبويه: 1 /38.
(5) المرجع السابق.
(6) المرجع السابق: 1 /38- 39.